رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد عامر الأحمدي
فهد عامر الأحمدي

أفكارنا طاقة.. فماذا يحدث حين تجتـمع؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

هـناك منظمات دينية وروحانية (في العالم أجمع) تؤمن بإمكانية تغيير العالم من خلال الأدعية والصلوات الجماعية (وتركيز) أفكار الناس لحل مشكلة معينة.. فمن وجهة نظرهم؛ يساهم تجمع الأفكار واتحاد النوايا على توجيه القدر لتحقيقها.. أذكر أن مجموعة من ألـفي شخص اجتمعت في ساحة التايمز سكوير (في نهاية 2001) لـتركيز نواياها على إحلال السلام في العالم.. وفي أكثر من مناسبة دعت الكنائس الأمريكية لإقامة صلوات جماعية موحدة لحماية أمريكا من شرور الأعداء أو حماية جنودها في الخارج (نظـم أكبرها بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر بطلب من الرئيس بوش نفسه)!! وأذكر أنني كتبت مقالاً عن تأثير "العـين" وأشرت حينها إلى أن مفهوم العين عالمي وموجود حتى لدى الشعوب غير الإسلامية.. ضربت حينها مثلاً بصحيفة صربية تدعى "جلاسف نوستي" ادعت أن الجيش الصربي يملك فرقة خاصة من السحرة والمشعوذين وأصحاب العيون الخبيثة. وقالت إن الفضل في نجاة الجيش من هجمات حلف الأطلسي -أيام الحرب مع البوسنة- يعود إلى المواهب الخارقة التي يتمتع بها أصحاب هذه الفرقة. فقد استطاعوا بمجرد "البحلقة" وتركيز البصر إسقاط أكثر من 40 طائرة وتدمير 60 مدرعة. كما يعود إليها الفضل في انحراف صواريخ الأطلسي عن أهدافها الرئيسية وبالتالي سلامة المنشآت العسكرية.. كما ادعت أن هذه الفرقة (الملقبة بالمجموعة 69) ما تزال تعمل سراً ولا يعترف الجيش الصربي بوجودها عـلناً!! هذا الخبر بالذات ذكرني بصديقٍ متذاكٍ سألني يوماً: هل تصدق بتأثير العين؟ قـلت: العين حـق والرسول صلى الله عليه وسلم قال: كلكم عائن إلا من شاء الله.. ويبدو أنه أراد استدراجي لهذه النتيجة لأنه بنى عليها فكرة مسبقة حيث استطرد قائلاً: ما دام الأمر كذلك لماذا لا تنشئ جيوشنا العربية كتائب خاصة بأصحاب العيون الحسادة لهزيمة جيوش الأعداء.. فـلو أنشأوا كتائب كهذه لأمكننا إسقاط الطائرات بنظرة، وتدمير الدبابات بـلمحة، وتحويل الصواريخ بمجرد النظر إليها بشكل جماعي! ...لن أخبركم كـيف أجـبتـه؛ ولكن للأمانة أشير إلى أن اعتقادات كهذه ليست دائماً حبيسة الفلكلور أو الاعتقادات الدينية.. فهناك مهندس تقنيات فضائية من ناسا يعتقد أن لأفكارنا طاقة كهرومغناطيسية يمكن توجيهها لتحقيق أهداف معينة.. وهو على قناعة بأن القدرة على تحريك الأجسام (عن بعـد) تتطلب ببساطة قوة تركيز هائلة وتوجيه عدة عقول إلى ذات الهدف.. وهو يطبق هذا المبدأ من خلال تنظيم حفلات جماعية تدعى "تعاضد العقول" يركز فيها الحضور أفكارهم لإنجـاز أهداف معينة ثم قياس مدى تأثير أفكارهم عليها (مثل قدرتهم على حرف قطرات الـماء، أو احتراق لمبات الكهرباء، أو نقل صورة محددة لذهـن شخص محدد)!! ...لا أعلم ما هو موقفك من هذه الأفكار ولكن لاحظ (مجدداً) أن فكرة الصلوات والأدعية الجماعية (في كافة الأديان العالمية) تعـتمد على هذا المفهوم.. تعتمد على تركيز الدعاء وتجميع النوايا من خلال طقوس جماعية تجأر إلى الله لتحقيق الأهداف أو تغيير الأقدار، وجاء في الحديث الصحيح "إذا أمّن الإمام فأَمِّنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه"...
نقلا عن الرياض

arrow up